Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الهبة والموهبة لأبوين متباعدين
9 novembre 2011

شعوب حميرية

البحر الأحمر أو الحميري

لا يشير هيرودوت بأن الموطن الأصلي للعرب هو الجزيرة العربية، لكنه يجعل من البحر الأحمر خليجا عربيا ومن الساحل الجنوبي للجزيرة بحرا أحمرا أو بحرا أريتيريا؛ "وحينما يتجاوز المرء هيليابوليس ويتوغل في البلاد باتجاه الجنوب تضيق المسافة، إذ تحدها التلال العربية التي تتجه من الشمال إلى الجنوب والتلال الليبية من الطرف الآخر(…) وليس هناك، في أعلى هيليوبوليس، إذن متسع من العرض لبلد مثل مصر، وتظل المساحة ضيقة طوال أربعة أيام من ركوب النهر؛ وأما الوادي الواقع بين سلسلتي التلال فهو أرض منبسطة، ويبدو لي أن المسافة في أضيق نقطة بين التلال العربية والليبية لا تزيد عن مئتي فرلنج(…)وفي بلاد العرب، غير بعيد عن مصر، خليج ضيق طويل هو الخليج العربي يمتد في البر من البحر المعروف الأرتيري(…) ويزعم الأيونيون أن مصر هي أرض دلتا النيل(…) أما باقي مصر فهو إما ينتمي إلى ليبيا وإما هو من أرض بلاد العرب(…) وجدير بالتنويه أن النيل حين يفيض لا يقتصر غمره على منطقة الدلتا، وإنما يمتد الغمر إلى المنطقتين الليبية والعربية، على جانبيه، وعلى مسافة يومين، تزيد أو تنقص قليلا حسب الموقع" ومن المدن العربية على شاطئ البحر الأحمر الغربي يذكر هيرودوت مدينة باتومس؛ "ونخاو هذا هو الذي بدأ شق القناة إلى خليج العرب [البحر الأحمر] ثم أكمل العمل داريوس الفارسي (…) والمياه ترد من النيل الذي تفترق عنه على مسافة قصيرة من بوباستيس وتتجاوز مدينة باتومس العربية"
 
 
الحميريون في أنقرة
الطريق بين أنقرة وجنوب الجزيرة العربية كان مفتوحا منذ أقدم العصور "قال نشوان:
وملوك حمير ألف ملك أصبحـوا
في الترب رهن ضرائح وصفاح
آثارهم في الأرض بخبرنا بـهـم
والكتب من سيرٍ تقص صحـاح
أنسابهم فيهـا تـنـير وذكـرهـم
في الطيب مثل العنبر النـفـاح
ملكوا المشارق والمغارب واحتووا
ما بين أنقرة ونـجـد الـجـاح
ملكوا ثمود وعادا الأخرى مـعـا
منهم كرام لم تكـن بـشـحـاح
أنقرة: موضع بأقصى بلاد الروم به هلك أمرؤ القيس بن حجر بن حارث الملك أبن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر أبن معاوية بن كندة. فلما حضرت امرأ القيس الوفاة في بلاد الروم قال:
كم خطبة مستحنفره
وحفنة مدعـثـر
وطعنةٍ مثعنجـره
مقبورةٍ بأنـقـره
"
مدينة فتحية التركية عرفت قديما بتيلميسوس ولا يعرف بالتحديد متى دخلت هذه المدينة التاريخ وهي تضم مساكن شبيهة بمساكن ثمود
Pinara
Telmessos
 Caunus
منتزه غوريم الوطني ومواقع كابادوس الصخرية:
 
 
 
الحجر:
البتراء:
 
البرابرة الأجانب؟
الإغريق يطلقون لفظ البرابرة على الأجانب عموما؛ "هذه أبحاث هيرودوت الهاليكارناسي كتبها ليبقى ذكر أفعال الرجال حيا ومآثر الإغريق والبرابرة وأعمالهم المجيدة خالدا، وهدف منها توثيق أسباب النزاع بينهم" لكنهم قد يخصون بها بعض الأقوام، "أما آسيا فيعتبرها الفرس أرضا لهم وما حفلت به من قبائل البرابرة من أهلهم وحلفائهم" وهم الفينيقيون والطرواديون  إشارة إلى أنهم مختلفون جدا عنهم أكثر من اختلافهم عن الفرس "فهؤلاء القوم [أي الفينيقيين] الذي مهدهم في القديم شواطئ البحر الأرتيري[الشاطئ الجنوبي للجزيرة العربية على المحيط الهندي] ثم هاجروا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط ليستقروا في البلاد التي يسكنونها الآن"
ووصفه لهذه القبائل بالبرابرة إشارة واضحة إلى أن هذا الموطن المجاور للإغريق ليس بموطنهم الأصلي وإنما جاءوا إليه من مكان آخر يحملون معهم عادات وتقاليد مختلفة لكنه أشار إلى أنهم أنتجوا في موطنهم الجديد حضارات ومدنا متقدمة تركت أثرها الواضح في الإغريق.
والليديون برابر أيضا لأن هيرودوت يراهم أجانب ومختلفين في عاداتهم وأخلاقهم؛  "ولقد عرف عن الليديين شأن كل البرابرة مقتهم لمشاهدتهم عراة متجردين من ملابسهم، ولو كان المتعري رجلا"
الليديون الحميريون
يتحدث هيرودوت عن الليديين وعن موطنهم الجديد ومن بين ما ينسبه لهم الألعاب التي صارت فيما بعد أولمبية؛
Pinara
"والليديون كما بلغنا أول أمة تسك النقود بالذهب والفضة، وتاخذ بالتجارة بالمفرق. وهم يزعمون أنهم مبتكرو الرياضة التي يشتركون فيها مع الإغريق، وكان ابتكارها، على ما يقولون حين استوطنوا تارهينيا، وعن هذا يروون أنه حل بالبلاد في أيام أتيس بن مانيس، قحط شديد لم جد معه صبر أو جلد، فأخذوا يجيلون الفكر لتدبر مصابهم، وتفتقت أذهانهم عن حل وأساليب وألعاب، منها النرد والكرة وسوى ذلك من المبتكرات إلا الطاولة، فلا يدعون أنها من ابتكارهم. وكانت خطتهم في التغلب على القحط الانشغال بالرياضة يوما بطوله، حتى ينسى الرياضي كل إحساس بالجوع، ثم يأكل في اليوم التالي، دون أن يلعب، ولقد مضوا ثمانية عشر عاما وهم في شدة وضيق والامر مستفحل فيهم وفيمن حولهم. فقرر الملك أن يجعل الشعب قسمين ويجري القرعة بينهما فيمن يمكث في الأرض ومن يهاجر؛ ثم كان على المهاجرين أن يرتضوا ولده تايرهينوس مقدما عليهم، ولما تم الخيار سار المهاجرون إلى سميرنا [إزمير] حيث عمروا السفن وتزودوا بالمؤن والحاجيات، وانطلقوا بعدئذ يبحثون عن موطن جديد يستقرون فيه. ولقد حملهم هذا البحث إلى مواطن قصية تنقلوا بينها ولم يستقروا، حتى بلغوا أومبريا[شمال إيطاليا]، حيث كان مستقرهم، وحيث أنشأوا المدن وبنوا المساكن. وقد تخلى هؤلاء القوم عن اسمهم القديم أي الليديين الذي كانوا يعرفون به واتخذوا إسم ولد ملكهم المتقدم عليهم نسبا، فباتوا يسمون بالتيرانيين."
عرفت شبه الجزيرة الإيطالية وصول شعب الإتروريين إليها قبل عام 600 ق.م بقليل، وطرد آخر ملك إتروري في عام 510 ق.م وبهم عرف البحر التيرانياني على الساحل الغربي لإيطاليا وكأنه إشارة إلى مهد قديم؛ البحر الإيريتيري جنوب الجزيرة العربية.
  
في جنوب أومبريا تقع مدينة تدل عليهم وهي تيرني التي غزاها الرومان في القرن الثالث قبل الميلاد وفي عام 755م غزاها اللومبارديون شعب جرماني وتم تدميرها مرة أخرى من طرف الإمبراطور فريدريك الأول بربروسا سنة 1174م على غرار العديد من المدن الايطالية في اواخر العصور الوسطى، اجتاحتها النزاعات الداخلية بين الغويلفيين والغيبلينيين، ولاحقا بين الطرفين وبانديراري نوبيلي. لتصبح بعد ذلك جزءا من الدولة البابوية في عام 1580.
والعاصمة الألبانية تيرانا كذلك تسمى باسمهم وتدل عليهم.
 
الفينيقيون الحميريون
‘صور’ العاصمة الفينيقية كانت تلفظ عند الإغريق Týros تيروس فهي تيرانية إريتيرية، حمراء، حميرية، نسبة إلى الحميريين وكلمة ‘فينيقي’ عند اليونان أيضا تعني اللون الأحمر واليونان هم أول من أطلق عليهم إسم الفينيقيين "وحِمْيَرٌ: أَبو قبيلة، (…) وهو حمير بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُبَ بن قَحْطَانَ، ومنهم كانت الملوك في الدهر الأَوَّل" ولما كان هذا اللفظ يدل على الحميريين فأسماء الأماكن القريبة من هذا اللفظ تدل عليهم؛
جزيرة ثيرا اسمها يدل على نزولهم بها "وكانت هذه الجزيرة تعرف من قبل باسم كليستة، ويعيش فيها بعض أحفاد ميمبلياروس بن بويكليس الفينيقي، كذلك حل بها قدموس بن اجنور في أثناء بحثه عن أوروبا، وترك فيها بعض الفينيقيين، لسبب من الأسباب، وكان من بين هؤلاء ممبلياروس هذا. وكان قد مضى ثمانية أجيال على ذلك التاريخ حين تهيأ ثيراس للإبحار من إسبارطة" 
مدينة إيرتريا في اليونان تدل على الحميريين الذين علموا الاغريق الكتابة؛ "تعود أسرة جيفيراي التي ينتمي إليها قاتلا هيباركوس بأصولها _بحسب روايتهم_ إلى إريترية ولكنني بحثت واستقصيت في المسألة، ووجدت أنهم كانوا من الفينيقيين حقا، ويتحدرون من أولئك الذين قدموا مع قدموس إلى ما يعرف اليوم باسم بيوتيه، حيث خصوا بمنطقة تانجارا ليستقروا فيها. وبعد طرد القدموسيين على أيدي الآرجوس، طرد الجيفيراي على يد البيوتيين. فالتجأوا إلى أثينا حيث تم قبولهم في المجتمع بشروط معينة، استثنتهم من أخذ بعض الامتيازات التي لا مجال هنا لذكرها. وقد أدخل الفينيقيون الذين جاءوا برفقة قدموس _ ومن بينهم الجيفيراي_إلى بلاد الإغريق، بعد استقرارهم في تلك البلاد. عددا من الفنون أهمها الكتابة، وهي فن لم يكن، على ما أظن معروفا لدى الإغريق حتى ذلك الحين. وفي البداية استخدموا الأبجدية التي يأخذ بها سائر الفينيقيين، لكن بمرور الزمن تحولوا عن لغتهم، وعن الطريقة التي يرسمون بها شكل الحروف. وفي تلك الفترة كان معظم الإغريق الذين يسكنون في هذه المناطق أيونيين. وقد درسوا هذه الحروف على يد الفينيقيين وأخذوا يستخدمونها مع تعديلات طفيفة، وظلوا يشيرون إليها على أنها ‘الأبجدية الفينيقية’ ولقد أصاب هؤلاء القوم بهذه التسمية، ذلك أن الفينيقيين هم من أدخل هذه الأبجدية.(…) وفي معبد ابوللو الإسميني في طيبة في بيوتيه شاهدت بنفسي مناصب ثلاثية القوائم نقشت عليها كتابة بالأحرف القدموسية _ولا يختلف معظمها عن الأحرف الأيونية كثيرا_ وكان هنالك ثلاثة من هذه المناصب. نقش على أحدها ‘أهداني أمفيتريون مما غنمه من تيليبوي’ وتعود بتاريخها إلى عهد لايوس ولد لابداكوس وحفيد لوبيدوروس بن قدموس…" وحدث أن أهل إيرتريا رحلوا عنها؛ "أما بالنسبة إلى الإيرتريين الذين استعبدهم داتي وأرتفرنيس، ورحلوا من بلادهم فإنهم نقلوا إلى سوسة بعد أن وصل الأسطول إلى آسيا. وكان الملك داريوس يشعر بالغضب الشديد من أهالي إيرتريا(…) بل أمر بتوطينهم في منطقة تدعى أرديريكا تقع في سيسيا"
فكل الأبجديات ‘أبجد’ أو ‘abc’ أصلها من الحرف الحميري.
 
الطرواديون الأموريون الحميريون
رواية المكسيس المغاربة التي ساقها هيرودوتس في تاريخه تقول أنهم من نسل رجال طروادة:
"وهناك في ليبيا(إفريقيا) غرب نهر تريتون ووراء أوسيس ، بعد، قبائل تسكن البيوت العادية ويمارس أبناؤها الزراعة. وأول هذه القبائل المكسيس الذين يطلقون شعورهم على الجانب الأيمن من الرأس ويحلقونه على الطرف الايسر. ولهم عادة في صبغ أبدانهم بصباغ آخر، ويزعمون أنهم من نسل رجال طروادة".
والأموريون كانوا يعيشون بسوريا وفلسطين، وفي سنة 2000ق.م. دمروا الحضارة السومرية بمدينة أور بالعراق . واستوطنوا بلاد مابين النهرين . وقد كانوا يجيدون النظم الإدارية ويتقنون المعمار. وعموريون أو أموريون إسم كان يطلقه البابليون وقدماء المصريين علي سكان الشام وفلسطين ولاسيما سكان الجبال هناك . وقد ورد ذكرهم بالتوراة. وسمي البحر الأبيض المتوسط بحر أمورو، وقد أطلق عليهم اسم مارتو في اللغة السومرية وأمورو في زمن الدولة الأكادية ببلاد الرافدين الذين أشاروا إلى جهة الغرب بكلمة "أمورو" بمعنى ان الأموريين سكنوا غرب بلاد الرافدين، وهي نفس التسمية التي أطلقت على الأمازيغ وهي المور (Moors / Mauri) والمغاربة وأهل المغرب وحرفت إلى أمازيغ وموريطاني ومراكشي ومورسكي ومازيس وماكسيس وأزغار بلهجة سوس هي الغرب.
أسماء الأماكن
حوض البرانس هو تقسيم تنظيمي يقع ضمن منطقة هام ضمن محافظة إربد في الأردن والبرانس قبائل مغربية
ضرية إحدى بلدات منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية وضرية قبيلة مغربية
جزيرة وربة هي جزيرة كويتية تقع في شمال الكويت قبالة السواحل العراقية حيث تبعد مسافة كيلومتر واحد عن الساحل العراقي ووربة أيضا قبيلة مغربية 
 
 
تيفناغ مسند حمير
 يقول منظر الحركة الأمازيغية محمد شفيق ‘ …. تسمى هذه الحروف تيفيناغ، ولقد أوّلت هذه التسمية تأويلات مختلفة، أسرعها إلى الذهن هو أن الكلمة مشتقة من ‘فينيق، فينيقيا’ وما إلى ذلك. قد يطابق ذلك أصل هذه التسمية، ولكن المحقق هو أن الكتابة الأمازيغية غير منقولة عنها، بل رجح الاعتقاد بأنها والفينيقية تنتميان إلى نماذج جد قديمة لها علاقة بالحروف التي اكتشفت في جنوبي الجزيرة العربية ‘.
الرومان حلف بين الطرواديين واللاتين:
حفريات عالم الآثار الألماني هاينريش شليمن سنة 1870 في شمال غرب تركيا كشفت عن آثار حرب طروادة المعروفة في التاريخ القديم والتي وقعت فى الفترة من 1280إلى 1183 ق.م بين الإغريق ورجال طروادة وبعد ذلك بثلاثة قرون كتب هوميروس تلك الملحمة الخالدة والتي تعتبر أشهر ملاحم الشعوب القديمة قاطبة وهي الإلياذة شعر شفوي وملحمة شعبية من 16000 بيت خالطتها الكثير من أساطير ومعتقدات المستمع اليوناني، وإليهم انحاز هوميروس.
والإنياذة ملحمة شعرية للأدب اللاتيني القديم تذكر أن الطرواديين بقيادة إنياس استوطنوا إيطاليا وشيدوا مدينة روما، وطروادة أيضا في اليونانية تنطق تروي أو ترويا فهي قريبة من إريتريا كذلك أي الحميرية والطرواديون هم الحميريون.
"لم يستول اليونانيون على تروادة إلا بعد حروب طويلة سالت فيها على الأرض فخضبتها دماء الأبطال ومهج الرجال، ولقد أظهر الفريقان في جميع المعامع التي حدثت من البسالة والبأس ما يشهد لجبابرة تلك الأعصر بثبات الجنان والخبرة بالضرب والطعن عند احتدام نار الوغى، على أن ما روته عنهم الشعراء وما أثبتته في هذا الشأن كتب المتقدمين مملوء بالخرافات والمبالغات الشعرية التي لا يعول عليها المؤرخون، ولا يعتد بها المحققون عند قص أخبارهم القديمة العهد. ولما كان القصد من ذكر خراب تروادة معرفة تاريخ أسلاف الرومانيين الاولين، أو بالحري بيان نسب مؤسس رومية حسب رأي الأكثرين لأن ذلك كما لا يخفى بمثابة توطئة لتاريخ هذه الأمة.
نقول بالاختصار: إن إنياس، وهو أمير تروادي، حينما كل من العراك وأصبح غير قادر على رد الأعداء الذين دخلوا المدينة عنوة أو بخيانة أولاد أنتينور لجأ مع عائلته، وقسم من الترواديين إلى معاقل جبل أيدا، وتحصن فيها آمنا لظنه أن اليونانيين سيتركونهم ويرحلون، غير أن المحاصرين هدموا المدينة وجمعوا الاسلاب، وقصدوا أنياس ليوقعوا به وبمن تبعه، فجزع جدا وأرسل يسألهم السلام، فأجابوا طلبه بشرط أن يغادر على الاثر وطنه وتلك الربوع، فسافر بحرا إلى شبه جزيرة بليني في مكدونيا، وبنى فيها مدينة دعاها آنيا، وأسكن بها قسما من جمهور الترواديين الذين تبعوه، ورحل بعد ذلك إلى سيسيليا (صقلية) فترك قسما آخر من رجاله بدربانهم، وهي مدينة اسعمر فيها قبيل وصولهم ألميس وإجستس (فئة تروادية)، وظلت سفنه تمخر البحر حتى وصلت إلى لاتيوم، وهي أرض واقعة إلى الجانب الشرقي من نهر التيبر، وسكانها هم الأبورجيين (الوطنيون) المعروفون باللاتينيين نسبة إلى ملكهم لاتينس الذي كان مالكا عليهم في ذلك الحين، فعسكر الترواديون عند مصب النهر، ودعوا معسكرهم هذا تروادة تذكارا لوطنهم العزيز آملين نيل الراحة والسلام بعد تلك المحن واأخطار.
وبلغ الملك لاتينس أن أقواما غرباء قد احتلوا بلاده قصد الإقامة فيها، وكانت الحرب وقتئذ ثائرة بينه وبين الرتليين، فقلق جدا وأشفق على ملكه من حدثان الدهر وفي الحال نهض بعساكره لمحاربتهم، ولما دنا منهم نظر جيشا مرتبا ومتاهبا للقتال، فأخذته الرعدة وخاف الفشل، فرام المخابرة قبل النزال، فتقدم إليه إنياس وحدثه بحديث حروبهم مع اليونانيين، وكيف أنهم خاطروا بالنفس والنفيس دفاعا عن تروادة مدينتهم المحبوبة إلى أن قال:
أيها الملك، قد أتينا هذه البلاد نطلب مكانا نلجأ إليه ونسكن فيه بأمان، فما نحن ممن يرغب في صررك، إنما الضرورة قد أحوجتنا أن نأخذ جبرا ما هو لازم لنا ، فغض الطرف عما حدث، واعلم أننا نود أن نعيضك مما أخذناه اضطرارا، وسنجهد في صون أرضك من الاعداء وشن الغارة على من يناويك، ولا تظننا نخشى قتالك إن أبيت محالفتنا، إذ حربك ليست أول وأعظم حرب خضنا عجاجها غير مبالين.
فعجب لاتينس من شهامة وجسارة الترواديين، وعرف أنهم يكونون له في الشدائد حصنا منيعا، لذلك رضى بما طالبوه فانتصروا له من أعدائه وأذلوا من ناواه."
Publicité
Publicité
Commentaires
الهبة والموهبة لأبوين متباعدين
  • أمثلة من التاريخ لرجال وهبوا مواهب وقدرات خارقة ليست وراثة من أب أو أم ولكنها لحقتهم من تباعد أبويهم، ولأمم غلبها السيف وسبيت بناتها فأبدلهم الله عنهم نساء أباعد كان نسلهم منهم كثيرا وقويا
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Archives
Publicité